وصل عدد مستخدمي موقع فيسبوك في العالم العربي حتى شهر إبريل 2012 إلى 43 مليون مستخدم، مع نمو واضح في استخدام اللغة العربية ضمن وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك وفقاً لأحدث نتائج “تقرير الإعلام الاجتماعي العربي”.
وبيّن التقرير أن الإمارات تستمر في صدارة الدول العربية من حيث نسبة مستخدمي فيسبوك من عدد السكان، تليها الأردن ولبنان والكويت وتونس. بينما تستمر مصر في الصدارة من حيث عدد مستخدمي فيسبوك بربع العدد الإجمالي للمستخدمين في المنطقة العربية.
وأوضح التقرير أن منصات الإعلام الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر” تواصل لعب دور هام في تعزيز إشراك الشباب في المجتمع في ظل التغييرات التاريخية التي يمر بها العالم العربي اليوم.
وقال فادي سالم، مدير برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية وأحد كتاب التقرير، أن نسبة مستخدمي فيسبوك من سكان العالم العربي ارتفعت من 4 في المائة منذ عامين إلى حوالي 12 في المائة اليوم، 70 في المائة منهم من شريحة الشباب، الأمر الذي يشير إلى تبني قطاعات متنامية من المجتمع العربي لوسائل الإعلام الاجتماعي بهدف إحداث تغيير في مجتمعاتهم.
كما أشار التقرير إلى وجود أكثر من 1.3 مليون مستخدم نشط على موقع “تويتر” في العالم العربي، أنتجوا حوالي 172 مليون تغريدة مع نهاية مارس هذا العام.
ويكشف التقرير أيضاً عن استمرار صدارة دول الخليج من حيث نسبة المستخدمين من عدد السكان، حيث تتصدر الكويت مستخدمي تويتر كنسبة من السكان تليها البحرين، في حين تحتل قطر والإمارات والسعودية المراتب التالية.
كما تتصدر السعودية القائمة من حيث عدد مستخدمي تويتر النشطين بحوالي 393 ألف مستخدم نشط، في حين صدرت حوالي 88% من التغريدات في مارس 2012 من الكويت والسعودية ومصر والإمارات والبحرين.
ومن ناحية أخرى يستمر التباين الواضح بين عدد مستخدمي الإعلام الاجتماعي العربي من النساء مع نسبتهن حول العالم اللواتي يشكلن ما يقرب من النصف، فقد ازدادت نسبة المستخدمين من النساء العربيات بشكل طفيف من 32% مع نهاية العام 2010 إلى34 % فقط في الربع الأول من العام 2012.
وقالت رشا مرتضى، الباحثة المشاركة في برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية والمعدة الرئيسية للتقرير، أنه و على الرغم من مشاركتهن الفاعلة في التحولات المجتمعية والسياسة في العالم العربي، إلا أن استخدام النساء العربيات لوسائل الإعلام الاجتماعي يبقى منخفضاً مقارنةً مع الرجال.
وتضيف، بأن الفجوة الملحوظة في استخدام النساء العربيات لوسائل الإعلام الاجتماعي مقارنةً مع الرجال ومع المعدل العالمي، تعود بشكل رئيسي للقيود المجتمعية والثقافية التي تواجه النساء على أرض الواقع والتي تحول دون إشراكهن بشكل كامل، ووفقاً لاستبيان أجريناه مؤخراً.
وبينت نتائج البحث أن المستخدمين العرب رجالاً ونساءً ينظرون بشكل متزايد إلى وسائل الإعلام الاجتماعي كأدوات فعالة لتميكن المرأة، وذلك على الرغم من الفجوة “الافتراضية” الملحوظة فيما يتعلق بالنوع الاجتماعي، وذلك حسب الإصدار الأخير من التقرير، الذي أجري بالتعاون مع برنامج النوع الاجتماعي والسياسات العامة، وأجرى دراسة إقليمية استهدفت الرجال والنساء لتحديد آرائهم حول استخدام النساء العربيات لوسائل الإعلام الاجتماعي كوسيلة لتمكين المرأة العربية مدنياً وسياسياً واقتصادياً.
وتهدف سلسلة تقرير وسائل الإعلام الاجتماعي إلى تسليط الضوء على اتجاهات استخدام شبكات التواصل الاجتماعي على مستوى الوطن العربي وتحليلها. وهي جزء من مبادرة بحثية أكثر شمولاً تركز على المشاركة الاجتماعية من خلال تقنيات المعلومات من أجل سياسات أفضل في الدول العربية، وتبحث في دور تقنيات التواصل الاجتماعي من أجل الحوكمة الرشيدة والإدماج الاجتماعي.
ويركز برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية على السياسات التنموية والتي تعزز المشاركة الاجتماعية وعلى الاستخدام المبتكر لتقنيات المعلومات في الدول العربية، وذلك من خلال الأبحاث الإقليمية والبرامج التطبيقية. وتنسجم أهداف البرنامج مع تعزيز ثقاقة الابتكارات في المجتمع والترويج للنماذج الحكومية التي تعتمد المشاركة والشفافية، بالإضافة إلى تمكين الحوكمة بطريقة أكثر فعالية من خلال الاستخدام الفعال لتقنيات المعلومات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق